الخدمات لا تقل عن خدمة الرجال في الاكتساب، فلو
خرجت المرأة من بيتها لتشارك الرجال في أعمالهم -كما يطالب به هؤلاء- لتعطلت
أعمالها في البيت، فخسر المجتمع الإنساني جانبًا عظيمًا من مقوماته، فتبقى خدمات
البيوت كلها ضائعة، وإذا استؤجر إنسان يقوم مقام المرأة في عمل البيت، خسر المجتمع
عمل ذلك الإنسان المستأجر خارج البيت، فيعود نصف المجتمع معطلاً من العمل خارج
البيوت، فوقعوا في نظير ما فروا منه، علاوة على ما في خروج المرأة إلى ميدان
الرجال من الفساد؛ لأنها تصبح عرضة للأعين الخائنة والأيدي المفسدة، فتكون مائدة
مكشوفة أمام الخونة من أصحاب القلوب المريضة، وهل يرضى من فيه أدنى شيء من الرجولة
-فضلاً عن الإيمان- أن تبقى بنته أو زوجته أو أخته مرتعًا لأنظار الفسقة وملمسًا
لأيدي الخونة؟
أما يكفي زاجرًا ما
وقعت فيه المجتمعات التي تخلت عن تعاليم الإسلام، من تَردٍّ في مهاوي الرذيلة،
حينما تُركت نساؤها الصَّيانة، فصرن يخرجن متبرجات عاريات الأجسام، وقد نزع الله
من رجالها صفة الرجولة والغيرة على حريمهم، فصارت مجتمعات بهيمية.
إن هذه الطغمة التي
تدعو بهذه الدعوى الجاهلية يجب الأخذ على يدها، وإسكات أصواتها، وتحطيم أقلامها؛
لأننا والحمد لله على بصيرة من أمرنا، وعلى ثقة بديننا، لا تستخفنا دعوات المضللين
وأهواء المغرضين ولنا في تجربة الآخرين خير عبرة.
أيها المسلمون، إن الله سبحانه خالق هذا الكون، ومدبر شئونه، العالم بخفايا أموره، وبكل ما كان وما سيكون - قد وضع في كتابه الكريم سياجاتٍ منيعةً لحماية المسلمين وصيانة محارمهم، فأمر بغض