وقد قال صلى الله عليه
وسلم: «يا علي، لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ
الأُْولَى، وَلَيْسَ لَكَ الثَّانِيَةُ» ([1]). يعني: النظرة
الأولى التي وقعت بدون قصد، وقال صلى الله عليه وسلم: «النَّظْرَةُ سَهْمٌ
مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ» ([2]) رواه الإمام أحمد،
ومن غض بصره أورث الله في قلبه حلاوة العبادة إلى يوم القيامة، كما جاء في الحديث،
وكما أشارت إليه الآية الكريمة: ﴿ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ﴾ [النور: 30].
ثالثًا: كما أمر الله نساء
المسلمين بالحجاب، وهو ستر وجوههن وأجسامهن عن الرجال، صيانة لهن وللرجال من الوقوع
في الفاحشة، قال تعالى: ﴿وَلۡيَضۡرِبۡنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ الآية [النور: 31]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ
مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 59]، وقال تعالى: ﴿ۚ
وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسَۡٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 53].
وقالت أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا مر بنا الرجال
سدلت إحدانا خمارها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
عباد الله، إن دعاة السفور اليوم ينادون بهدم هذا السد، وأن تخرج المرأة إلى المجتمع بلا حجاب، محادين لله ولرسوله، يريدون للمجتمع السقوط في مستنقعات الرذيلة، لأنهم يستوردون تشريعهم من
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2149)، والترمذي رقم (2777)، وأحمد رقم (22974).