×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 ذا غيرة عليها وعلى فراش قريبه، فكيف بالأجنبي الذي يدخل على المرأة بصفة خادم؟ أو سائق، ولا يغار على حرمة صاحب البيت؟!

خامسًا: وحرم الإسلام سفر المرأة بدون محرم؛ لأن في ذلك ضياعًا لها، وغيابًا عن الرقيب من أوليائها والغيورين عليها، وهي المرأة الضعيفة التي سرعان ما تخضع لافتراس الذئاب البشرية رغبة أو رهبة، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ تُسَافِرُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا» ([1])، وفي الصحيحين أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» فَقَالَ له رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «انْطَلِقْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» ([2]).

إن المرأة التي تسافر وحدها اليوم إلى الأقطار النائية، للدراسة أو التدريس، أو لزيارة أهلها أو للاجتماع بزوجها أو غير ذلك من الأغراض، قد خرجت على هذه التعاليم النبوية، ولم تكن تؤمن بالله واليوم الآخر الإيمان الذي يردعها عن مخالفة الرسول ويحثها على إتباع ما جاء به، رضي أدعياء المدينة الغربية أم سخطوا.

سادسًا: وحرم الإسلام تبرج النساء، وهو خروجهن بثياب الزينة والطيب؛ لأن ذلك مدعاة لصرف الأنظار المريبة إليها، ووسيلة إلى وقوع الفاحشة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ [الأحزاب: 33]، وقد خالف كثير من نساء المسلمين اليوم هذه الآية


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1036)، ومسلم رقم (1338).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2844)، ومسلم رقم (1341)