×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

الكريمة، فصرن يلبسن أفخر ثياب الزينة، ويتطيبن بـأفخر الطيب عند الخروج إلى الأسواق أو غيرها، وكفى بذلك إثمًا مبينًا، وإذا كان خروج المرأة إلى المسجد للعبادة مشروطًا بترك الزينة والطيب، فكيف بخروجها إلى غير المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، ولكن ليَخْرُجْنَ تَفِلاَتٍ» ([1])، رواه أحمد وأبو داود والشافعي. وتفلات يعني غير متزينات.

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَت، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا» ([2]). قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كاسيات بلباس يصف البشرة، ويبدي بعض تقاطيع أبدانهن، كالعضد والعجيزة، فهن كاسيات بلباسٍ، عاريات حقيقةً.

عباد الله، ومن دواعي الزنا سماع الأغاني، وقد كثرت وتنوعت وسهل الحصول عليها في هذا الزمان، وامتلأ بها كثير من بيوت المسلمين وسياراتهم، وافتتن بسماعها كثير من الرجال والنساء والأطفال، وقد ورد عن كثير من السلف تسمية الغناء (رقية الزنا) قال الإمام ابن القيم: فلعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا؟ وكم من حر أصبح به عبدًا للصبيان أو الصبايا؟ وكم من غيور تبدل به اسمًا قبيحًا بين البرايا؟ وكم من ذي غنى وثروة أصبح بسببه على الأرض بين


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (567)، وأحمد رقم (5471)، وابن خزيمة رقم (1684).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2128).