منها، أما تلك التي بأيديهم فيقولون: إنها كتب
عصرية، من إنتاج المفكرين وآراء المثقفين ﴿أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ﴾ [المائدة: 104].
عباد الله، وإذا انتقلنا إلى
التعليم وجدناه أسوأ حالاً من الإعلام، فقد انتقل التعليم من المساجد إلى المدارس
النظامية، من دور الحضانة إلى المرحلة الجامعية، وانتقل من تعليم الدين إلى تعليم
الدنيا فقط، أو تعليم لا ينفع لا في دين ولا دنيا، حتى نشأ جيل من أولاد المسلمين
يجهلون دينهم تمامًا، حتى إنك تجد المتخرج من الجامعة لا يحسن قراءة آية من كتاب
الله على الوجه الصحيح، حصص الدروس الدينية قليلة، والكتب المقررة غير كافية،
والمدرسون في الغالب معلوماتهم عن الدين قليلة، ولا يحسنون تفهيم الطلاب، وفيهم من
هو فاسد في أخلاقة، لا يبالي بدينه، فيكون قدوة سيئة لطلابه، بل بلغ التهاون
بالعلوم الدينية ألا تعطي الأهمية في الامتحانات، فينجح فيها الطلاب وهم لا
يعرفونها، حتى اعتادوا عدم الاهتمام بها.
عباد الله، هذه حالة المسلمين
اليوم في أقطار الأرض: إعلام فاسد، وتعليم فارغ من العلوم النافعة، وأنا لا أعني
بذلك بلادًا معينة، بل أقول: إن هذه حالة غالب المسلمين في كل بقاع الأرض اليوم،
وإن كان التنكر للإسلام يشتد في بعض البلاد أشد من البعض الآخر، حتى أصبح الإسلام
غريبًا بين أهله، مجهولاً في أوطانه، لم يبق منه إلا أسمه، ولا من القرآن إلا
رسمه. أنها فتن، ولا مخرج منها إلا بالرجوع إلى كتاب الله ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ
تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].