×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 سلطت عليه الباطل حتى يغطيه ويمحو أثره، فالقرآن والحديث الديني يأتي بعدهما المزمار والأغنية والتمثيليات، التي تستخدم للسخرية من المسلمين وتنقص أحكام الدين، فتسمع فيها التنفير مما أباح الله من تعدد الزوجات، والتنفير من تزويج كبار السن، وتنفير الزوجات من أمهات أزواجهن، وقد تشتمل على ترويج الخلاعة والمجون، وغالب برامج هذه الإذاعات أغانٍ خليعة وحكايات فارغة، ومع الأسف فقد غزت كل بيت إلا ما شاء الله، وأقبل على استماعها الكبار والصغار آناء الليل وآناء النهار، لا سيما من لا يميزون بين الحق والباطل، والنافع من الضار.

وإلى جانب الإعلام بالآلة: الإعلام المكتوب في الجرائد والمجلات التي قل من بينها جريدة أو مجلة توجه توجيهًا سليمًا، بل غالبها إنما يشتمل على صور خليعة، ومقالات منحرفة، وقد التقى الماء علينا منها من الداخل والخارج، يومية وأسبوعية وشهرية، وأقبل عليها الناس، ينظرون فيها ويقرؤونها، ويلتهمون مضامينها بكل ما فيها من سموم قاتلة، وأعرضوا عن قراءة كتاب الله، ومطالعة الكتب النافعة.

وإلى جانب هذه المجلات والجرائد: الكتب المنحرفة التي تقذف بها المطابع، وهي تحمل أفكارًا هدامة ونحلاً ضالة، وعقائد فاسدة، وفتاوى خاطئة، وقد أصبحت هذه الكتب الفاسدة تصل إلى أيدي الناس بسهولة، فيأخذونها بقوة، ويقرؤونها بلهف، وهم لا يميزون بين الحق والباطل، والصحيح من الزيف، بل يزعمون أنها أحسن من كتب السلف الصالح التي ألفها علماء الإسلام، وهداة الأنام، فيقولون عن هذه الكتب النافعة: إنها كتب قديمة، ويسمونها الكتب الصفراء، للتنفير


الشرح