فاتقوا الله عباد
الله، واتقوا الظلم بجميع أنواعه، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة قال تعالى: ﴿وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ
ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227]. مرتع الظلم وخيمًا، وعاقبته سيئة، وجزاء صاحبه النار،
ولو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما، ولقد توعد الله الظالمين باللعنة وأليم
العقاب، قال تعالى:﴿أَلَا
لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [هود: 18]، وقال تعالى:﴿إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ
سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ
مُرۡتَفَقًا﴾ [الكهف: 29].
قد يستبطئ الظالم
العقوبة فيتمادى في ظلمه، ولا يتذكر أن الله سبحانه وتعالى يملي للظالم، حتى إذا
أخذه لم يفلته.
لا تظن -أيها
الظالم- أن الله لا ينتقم منك لهؤلاء المظلومين الذين يصبحون ساخطين عليك، ويبيتون
يدعون عليك، ودعوة المظلوم ترفع فوق الغمام، وليس بينها وبين الله حجاب، ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ
رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي
ٱلۡبِلَٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ
ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا
ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ
لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١﴾ [الفجر: 6- 14].
الويل لأهل الظلم في ثقل الأوزار، وذكرهم بالقبائح قد ملأ الأقطار، يكفيهم أنهم وسموا بالأشرار، ذهبت لذاتهم بما ظلموا وبقي العار، انتقلوا إلى دار العقاب وملك غيرهم الدار، وخلوا بالعذاب في بطون تلك الأحجار، ولا مغيث ولا أنيس ولا جار، ولا راحة لهم ولا سكون ولا مستجار، ولا راحة لهم ولا سكون ولا قرار، سالت دموعهم على ما جرى منهم من الظلم كالأنهار، شيدوا بنيان الأمل فإذا