مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ
قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ،
ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ([1]) رواه مسلم.
عباد الله، إن مال
المسلم لا يحل إلا بطيبة من نفسه وبرضاه التام، وإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه
وعرضه، فلا يجوز أخذ ماله أو سكنى بيته أو دكانه إلا برضاه، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَْرْضِ، طُوِّقَهُ مِنْ
سَبْعِ أَرْضِينَ» ([2])، متفق عليه.
إن بعض الناس قد
يتوهم إن حكم الحاكم له بحق أخيه: يبيحه له ويعفيه من مسؤوليته، وهذا وهم خاطئ،
فإن الحاكم بشر، يخطئ ويصيب، وما دمت تعلم أنك غير محق في استيلائك على ملك غيرك،
وجب عليك التخلي عنه والتحلل منه، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس: «إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّمَا يَأْتِينِي الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ
يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبَ أَنَّهُ صَادِقٌ فَأَقْضِي لَهُ، فَمَنْ
قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ نَار،
فَلْيَتَحْملهَا أَوْ يَذَرْهَا» ([3]). فهذا الحديث من
أوضح الأدلة على أن حكم الحاكم لا يبيح المحرم، ولا يكون عذرًا للظالم يستبيح به
أموال الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَاصَمَ بَاطِل وَهُوَ
يَعْلَمُ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ» ([4]) رواه أبو داود.
وهذا الظالم الذي استتر بهذه الستارة، لو عمل معه هذا العمل، واستبيح ماله بهذا الحكم، لتألم وتظلم، وطلب النظر إلى الحكم، وجأر بالدعوات على ظلمه ليلاً ونهارًا، فكيف يستبيح مال غيرة بمثله؟
([1])أخرجه: مسلم رقم (2581).