الرشوة، و«الْمُرْتَشِيَ» وهو الذي يأخذ
الرشوة، و«الرَّائِشَ» وهو الساعي بينهما، وما ذلكم -يا عباد الله- إلا
لشناعة الرشوة وسوء أثرها على المسلمين؛ لأن ضررها يعم، وداءها ينتشر، ولهذا يرى
بعض العلماء أنها أشد تحريمًا من المال المدفوع للبغيِّ في مقابلة الزنا بها، مما
يدل على شناعة الرشوة وعظيم ضررها.
والإسلام يحرم
الرشوة في أي صورة كانت، بأي اسم سميت، سواء سميت هدية أو مكافأة أو كرامة، فالاسم
لا يغير الحقيقة؛ لأن الموظف يجب عليه القيام بعمله في مقابل ما يتقاضاه من مرتب،
وهذا المال الذي يأخذه من الناس إن كان لأجل أن يعطي صاحب الحق حقه، فهذا واجب
عليه، بحكم عمله بدون مقابل، وإن كان لأجل أن يعطيه غير حقه أو يقدمه على غيره ممن
هو أسبق منه، فهذا مال أخذه بغير حق، وفي مقابلة أظلم، فهو أشد تحريمًا وأعظم
إثمًا.
واتقوا الله -أيها
المسلمون- وتجنبوا هذا الداء الخطير، وأنكروا هذا المنكر العظيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 188].
الصفحة 4 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد