في التحذير من الربا
الحمد لله الذي أحل
البيع وحرم الربا، وغفر لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، أحمده على إحسانه،
وأشكره على توفيقه وامتنانه، جعل في الحلال الغنية عن الحرام، ووعد من اتقاه أن
يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأشهد أن لا إله إلا الله، له الخلق والأمر،
تبارك الله رب العالمين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على الكسب الحلال، وحذر
من الكسب الحرام، فقال: «مَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ، فَالنَّار أَوْلَى
بِهِ» ([1])، فصلى الله على هذا
النبي الناصح الأمين، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله، واحذروا من دخول الربا في معاملاتكم، واختلاطه بأموالكم، فإن أكل الربا وتعاطيه من أكبر الكبائر عند الله، وقد توعد الله المرابي بالنار، وآذنه بحرب من الله ورسوله، قال تعالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩﴾ [البقرة: 278، 279]، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (614)، وأحمد رقم (14441)، الحاكم رقم (7162).
الصفحة 1 / 538