×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

لقد انتشرت اليوم بين الناس معاملات ربوية صريحة، فعلى المسلم أن يحذر منها، ولا يغتر بمن يتعاطاها.

فمن المعاملات الربوية: قلب الدَّيْن على المعسر، إذا حل الدين عليه ولم يستطع الوفاء، قال له صاحب الدين: إما أن تسدد، وإما أن أزيد المبلغ الذي في ذمتك، وأمدد الأجل، وكلما تأخر الوفاء زاد الدَّيْن في ذمة المعسر. وهذا هو ربا الجاهلية الذي قال الله فيه:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧ وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٨٠ [البقرة: 278- 280].

ومن المعاملات الربوية: القرض بالفائدة، بأن يقرضه مبلغًا من المال على أن يرد عليه هذا المبلغ مع زيادة مئوية محددة، وكذلك إذا اشترط المقرض نفعًا من المقترض، كسكنى داره، أو ركوب سياته، أو أن يهدي إليه هدية، أو أي نفع، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ نَفْعًا فَهُوَ رِبًا([1]) وقد أجمع العلماء على معناه.

ومن المعاملات الربوية: ما يجري في البنوك من الإيداع بالفائدة، وهي الودائع الثابتة إلى أجل، يتصرف فيها البنك إلى تمام الأجل، ويدفع لصاحبها فائدة ثابتة بنسبة معينة في المائة، كعشرة أو خمسة بالمائة، ونحو ذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: الحارث في ((مسنده)) رقم (437).