حرمة مال المسلم
الحمد لله الذي حرم
الظلم على نفسه، وجعله محرمًا بين العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، شهادة تنفع قائلها في الدنيا ويوم المعاد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته
من العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأمجاد، صلاة وسلامًا دائمين
إلى يوم التناد.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واحذروا الظلم، فإنه ظلمات يوم القيامة، واحذروا الشح، فإنه أهلك من كان قبلكم.
أيها المسلمون، يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ إِلَّآ أَن
تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ﴾ [النساء: 29]، ففي هذه الآية الكريمة ينهى الله سبحانه وتعالى
عن أخذ أموال الناس بغير حق شرعي يسوغ أخذها، كالمعاملات التجارية النزيهة، وسائر
المعارضات الصحيحة، أو التبرعات الصادرة ممن يصح تبرعه بطيب نفس واختيار، أو أخذها
بموجب حق شرعي واجب على صاحب المال؛ من زكاة ونفقة واجبة، أو دين عليه ونحو ذلك.
فأخذ أموال الناس بغير مسوغ شرعي، أكل لها بالباطل، وظلم وعدوان، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبَةٍ مِنْ نَفْسِهِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (20695)، وأبو يعلى رقم (1570).
الصفحة 1 / 538