هَذَا، فِي
شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» ([1]) قال ذلك في خطبته
يوم النحر، بمنى، في مجمع الحجيج في حجة الوداع.
أيها المسلمون، وأكل أموال الناس
بالباطل له طرق كثيرة:
من أعظمها الربا: قال الله تعالى﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ
ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275]، أي: لا يقومون من قبورهم يوم البعث والنشور إلا
كقيام المصروع الذي صرعه الجن، فهو يقوم ويسقط، لتضخم بطنه بالربا، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ،
وَكَاتِبَهُ» ([2]).
ومن أعظم أنواع
الربا: قلب الدَّين على المعسر إذا حل أجل الدَّين وعجز عن السداد، قال له: أزيد
في قدر الدين وأمدد الأجل، قال الله تعالى::﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ
فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧ وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٨٠﴾ [البقرة: 278- 280].
ومن أنواع الربا: القرض بالفائدة الذي تنتهجه البنوك في العصر الحاضر؛ حيث تقوم تلك البنوك بعقد صفقات القروض بينها وبين ذوي الحاجات، أو أرباب التجارات، وأصحاب المصانع والحِرف المختلفة، فتدفع لهؤلاء مبالغ من المال نظير فائدة محددة بنسبة مئوية، وتزداد هذه النسبة في حال التأخير عن السداد في الموعد المحدد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1218).