فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى،
فرأى الناس يتبايعون فقال: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ: إِنَّ التُّجَّارَ
يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَبَرَّ
وَصَدَقَ» ([1]).
ويا من تتعاملون
بالاتجار في الأراضي: اتقوا الله تعالى في معاملتكم، وراقبوا الله في حقوق
المساهمين معكم، لا تبخسوها، ولا تأخذوا منهم ما لا يحل لكم أخذه، ووضحوا لشركائكم
طريقة بيعكم وشرائكم، ومبلغ الأرباح التي تحصلون عليها ويشاركونكم فيها؛ ولا
تستولوا على أراضٍ لا تحل لكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ظَلَمَ
شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ»
([2])، ولا تدخلوا في
حدود أراضيكم ما ليس منها، قال صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ
مَنَارَ الأَْرْضِ» ([3]) ومنار الأرض هي:
المراسيم التي تحدد حقوق الناس في الأرض، فليقف كل منكم عند حده.
اتقوا الله جميعًا أيها المسلمون، واصدقوا في جميع معاملاتكم، ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا، فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا، وَيُمْحَقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا» ([4]) واليمين الفاجرة منفقة للسلعة، ممحقة للكسب، واعلموا -يا أرباب الأموال- أنكم ستحاسبون على
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1210)، وابن ماجه رقم (2146)، وابن حبان رقم (4910).