ما أبيعه منه، ثم أبتاعه -أي: أشتريه- من السوق،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ» ([1]).
قال ابن القيم رحمه
الله: وهذا كنهيه عن بيع الغرر،؛ لأنه إذا باع ما ليس عنده فليس على ثقة من حصوله،
قد يحصل له وقد لا يحصل، فيكون غررًا، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنما
يفعله لقصد التجارة والربح، فيبيعه بسعر، ويشتريه بأرخص، ويلزمه تسليمه في الحال،
وقد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه، وقد لا تحصل له تلك السلعة إلا بثمن أعلى مما
تسلف، فيندم المسلف -أي: البائع- وإن حصلت بسعر أرخص ندم المسلف؛ أي: المشتري؛ إذ
كان يمكنه أن يشتريها هو بذلك السعر، فصار هذا من نوع الميسر والقمار والمخاطرة.
أيها المسلمون، ومن الغش تدليس
عيوب السلع على المشتري، كأن يأتي على السيارة المعيبة ويزوقها بالأصباغ اللماعة،
حتى تظهر بمظهر السيارة الجديدة التي لم يأت عليها كثير استعمال، أو لم يقع فيها
خدش، ويأتي على الدار المصدعة الجدران والمخلخلة الأركان، فيرممها ويكسو عيوبها
بالأصباغ والديكورات والأدهان؛ حتى تظهر مظهر السليمة، فترتفع قيمتها زورًا
وبهتانًا.
فاتقوا الله عباد الله،وتعاملوا فيما بينكم تعامل المسلمين المؤمنين بالبر والصدق والبيان، لا بالغش والكذب والكتمان.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3503)، والترمذي رقم (1232)، والنسائي رقم (4613)، وابن ماجه رقم (2187).