×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 الأموال من هو مسرف مفرط يبذر ماله وينفقه في غير وجهه وفيما لا يحمد عليه شرعًا ولا عرفًا فكان من إخوان الشياطين ومن الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن الذين يتخوضون في مال الله بغير حق فتكون لهم النار يوم القيامة. كما في الحديث الصحيح.

فلا ينجو من شر هذا المال إلا من اتقى الله في طلبه واتقى الله في إنفاقه؛ الذين كسبوه من حله، وإذا أنفقوه لم يسرفوا ولم يقتروا. قد بذلوا الواجبات وكملوها بالمستحبات. وتحلوا بالكرم والسخاء والجود، قد أحبهم الله وأحبهم الناس. فهؤلاء من عباد الرحمن ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا [الفرقان: 67].

 أيها المسلمون: إنكم لن تبقوا للمال ولن يبقى لكم إنما هو عارية بين أيديكم وأنتم سائرون في طريقكم إلى الآخرة. فقد خرجتم إلى الدينا بلا مال وستخرجون منها بلا مال وإنما تبقى لكم أعمالكم. فلا تشتغلوا بما يفنى عما يبقى. ولا تغرنكم الحياة الدنيا.

أيها المسلمون: قد لعب الشيطان بأفكار كثير من الناس فتجرؤوا على أخذ المال من وجوه محرمة وطرق خبيثة - فأخذوا الرشوة في وظائفهم وخانوا أمانتهم بشتى الوسائل وغلوا الأموال العامة. وغشوا في بيعهم وشرائهم وكذبوا في معاملتهم ودنسوا البيع والشراء وشوهوا التجارة وجعلوا كثيرًا من أسواق المسلمين مجالاً للاعتداء والمخادعات والاحتيال واصطياد إخوانهم المسلمين الآمنين الذين يحسنون بهم الظن ويعاملونهم باسم الإسلام وفي حكم الدين الذي جعل كل المسلم على المسلم حرامًا: ماله ودمه وعرضه.


الشرح