×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا، كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([1]) ففي كتاب الله وسنة رسول الله النجاة من الفتن، والهدي من الضلالة، وفي الإعراض عنهما الهلاك والغواية.

وقد قال تعالى: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢ [طه: 123- 126].

عباد الله، لقد أصبحنا في فتن عظيمة، فلننتبه لأنفسنا ولنأخذ حذرنا، ومن هذه الفتن: فتنة المال، عن كعب بن عياض رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ، وَإِنَّ فِتْنَةَ أُمَّتِي الْمَالُ» ([2]) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه.

وقال صلى الله عليه وسلم: «فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» ([3]) رواه الإمام أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجة من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنهما.

فالمال فتنة من نواح كثيرة منها: الانشغال بجمعه وتنميته.

ومنها: المكاثرة فيه، بحيث لا يقف الإنسان عند حد، فهو يطلب المزيد دائمًا.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والبزار رقم (8993).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (17471)، والحاكم رقم (7896)، وابن حبان رقم (3223).     

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2988)، ومسلم رقم (2961).