×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ومنها: قلة التحرز من المكاسب المحرمة التي يحمله عليها حب المال ومجاراة الناس، والجهل بما يحل ويحرم من المكاسب.

ومنها: منع الحقوق الواجبة في المال من الزكاة وحقوق الأقارب وغيرها.

وقد فاض المال في هذا الزمان، مصداقًا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْمَالُ وَيَكْثُرَ، وَتَفْشُوَ التِّجَارَةُ» ([1]) رواه النسائي والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ» ([2]) رواه الإمام أحمد والبخاري.

عباد الله، ومن الفتن التي وقعت في هذا الزمان: ما تجلبه إلينا وسائل الإعلام -من إذاعات وتلفاز، وصحف ومجلات- من شرور كثيرة: مقالات مزيفة، وخطب مضللة، وصور نساء فاتنات ثابتة ومتحركة، وأغان مثيرة، ومزامير ملهية، وتمثيليات مغرضة، يقصد بها: تزيين الفاحشة، وتعليم السرقة، والتدريب على الجريمة، كل هذا وأكثر منه يعرض في وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، ومن الناس من لا يكفيه هذا على كثرته، فيذهب ويشتري الفيديو بأفلامه المدمرة، وينصبه في بيته بين نسائه وأولاده، ليكمل به ما نقص من الشر في وسائل الإعلام، ويمتد شره على جيرانه، فيغري نساءهم وأطفالهم على الاقتداء به.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (4456)، وأبو نعيم في ((أخبار أصفهان)) (2/223).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1954).