أَحَدِكُمْ
صَدَقَةٌ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونَ
لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ
عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ
أَجْرًا» ([1]). وقد صح الحديث بأن
نفقة الرجل على أهله صدقة، وفي صحيح مسلم عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ صَدَقَةٌ» ([2]) وخرج الإمام أحمد من حديث المقدام بن معدِ يكرب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ
صَدَقَةٌ» ([3])، وفي صحيح مسلم عن
جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ
يَغْرِسُ غَرْسًا إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ
مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلاَ
يَرْزَؤُهُ -ينقصه- أَحَدٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ» ([4]) وفي رواية له أيضًا، «فَيَأْكُلُ مِنْهُ
طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» ([5]).
عباد الله: والعبادة قسمان: قسم واجب، وقسم مستحب. والقسم الواجب منه ما يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات كالصلوات الخمس، ومنه ما يتكرر كل أسبوع، كصلاة الجمعة، ومنه ما يتكرر كل عام كصيام رمضان، وأداء الزكاة، ومنها ما يجب مرةً واحدةً في العمر كالحج والعمرة من المستطيع. والقسم المستحب لا يتحدد بوقت، كنوافل الصلوات، ونوافل الصدقات، ونوافل الصيام، فيما عدا