في المحافظة على الصلاة عمومًا
والعصر والفجر
خصوصًا
الحمد لله رب
العالمين، جعل الصلاة كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وأخبر أن التكاسل عنها من صفات
المنافقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واهتموا بأمور دينكم عامةً، وبصلاتكم خاصةً، فإنها عمود الإسلام، وهي تنهى عن
الآثام، والفارقة بين الكفر والإسلام، وقد أوصى الله بها في مُحكَم كتابه، قال
تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ
لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ [البقرة: 43] وتوعد المضيعين لها
بأشد الوعيد. قال تعالى ([1]): ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، وقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ
غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وأخبر أن أهل النار إذا سُئلوا عن سبب دخولهم فيها أجابوا بقولهم: ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ
ٱلۡمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 43].
عباد الله: والمحافظة على الصلاة يراد بها أداؤها في أوقاتها التي حددها الله لها مع الجماعة في المساجد التي بُنيَت من أجلها،
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 441