في الحث على أداء الصلوات في أوقاتها
الحمد لله رب
العالمين، جعل الصلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه،
ومن تبعهم بإحسان.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
عباد الله: إن الله سبحانه
أوجب عليكم خمس صلوات في اليوم والليلة، تؤدونها في أوقات مخصوصة، لا يجوز تأخيرها
عنها ولا تقديمها عليها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ
كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103].
قال ابن مسعود، وابن
عباس رضي الله عنهما: إن للصلاة وقتًا كوقت الحج. وقال زيد بن أسلم: ﴿مَّوۡقُوتٗا﴾ أي منجمًا؛ كلما
مضى نجم جاء نجم، فمعنى الآية الكريمة: أن الصلاة كانت ولم تزل على المؤمنين ﴿كِتَٰبٗا﴾ أي شيئًا مكتوبًا
عليهم واجبًا حتمًا ﴿مَّوۡقُوتٗا﴾ أي له أوقات يجب
بدخولها.
وهذه الأوقات بينتها آيات أخرى، وأحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78]. ودلوك الشمس هو زوالها عن كبد السماء، وهو إشارة إلى وقت الظهر والعصر. وقوله: ﴿إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ﴾ وهو ظلام الليل بغروب الشمس، وهو إشارة إلى وقت صلاة
الصفحة 1 / 441