×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في الأمر بالإحسان

الحمد لله رب العالمين، أمر بالإحسان وأخبر أنه يحب المحسنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المَلِك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله أمر بالإحسان في آياتٍ كثيرة، وأخبر أنه يحب المحسنين، وأنه مع المحسنين، وأنه يجزي المحسن بالإحسان، وأنه يجزي المحسنين بالحسنى وزيادةٍ، وأنه لا يضيع أجر المحسنين، ولا يضيع أجر من أحسن عملاً، وورد ذكر الإحسان في مواضع كثيرةٍ من القرآن الكريم، تارةً مقرونًا بالإيمان، وتارةً مقرونًا بالإسلام، وتارةً مقرونًا بالتقوى أو بالعمل الصالح، كل ذلك مما يدل على فضل الإحسان وعظيم ثوابه عند الله تعالى.

والإحسان على ثلاثة أنواع: إحسان العمل وهو إتقانه وإتمامه، وإحسانٌ إلى الغير وهو بمعنى الإنعام عليه، والإحسان فيما بين العبد وبين ربه وهو أعلى مراتب الدين، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بـ «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([1]) ومعنى ذلك أن العبد يعبد الله تعالى على استحضار قربه منه، وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية والخوف والتعظيم، ويوجب النصح في العبادة وتحسينها وإتمامها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).