في بيان الأخوة في الدين ومستلزماتها
الحمد لله رب العالمين،
جعل المؤمنين إخوة متحابين في الدين، ونهاهم عن التفرق وطاعة الحاسدين والمفسدين،
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق
الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسلم
تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن المؤمنين إخوة في الدين كما سماهم الله بذلك في كتابه المبين؛ قال تعالى ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» ([1])، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([2])، وفي رواية لمسلم: «حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ، أَوْ قَالَ: لأَِخِيهِ، مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([3])، وفي رواية لأحمد: «لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الإِْيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ» ([4])، وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5717)، ومسلم رقم (2558).
الصفحة 1 / 441