في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الحمد لله على فضله
وإحسانه، جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس؛ لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن
المنكر، وتؤمن بالله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يؤتي فضله من
يشاء: ﴿وَٱللَّهُ ذُو
ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، حث أمته على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لما في ذلك من
الخير العظيم، والنفع العميم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم صفات المؤمنين، وتركهما من أكبر صفات المنافقين؛ قال الله تعالى: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [التوبة: 67]، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡ مِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُم ۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 71]. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب النصر والتمكين في الأرض؛ قال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١﴾ [الحج: 40، 41].
الصفحة 1 / 441