في توجيه الشباب
الحمد لله رب
العالمين، جعل هذه الأمة خير أمةٍ أُخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، رب الناس، ملك الناس، إله الناس، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الشجاعة والبأس، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى
بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وشكر نعمه، وخذوا على أيدي شبابكم، ووجِّهوهم
الوجهة الصالحة، فإن الله قد استرعاكم عليهم، «فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ
مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).
عباد الله: إن الشباب هم عماد الأمة، وهم جيل المستقبل، منهم يتكون بناء الأمة، فمنهم ينشأ العلماء والموجهون، ومنهم ينشأ الجنود المجاهدون، ومنهم ينشأ الصناع والمحترفون، إذا صلحوا قرت بهم أعين آبائهم في الحياة، وجرى نفعهم عليهم بعد الممات، ولحقوا بهم إذا دخلوا الجنات، ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم﴾ [الطور: 21] ﴿جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَابٖ﴾ [الرعد: 23]، ومن ثم اتجهت عناية الأنبياء نحو ذرياتهم قبل وجودهم، فهذا هو إبراهيم الخليل عليه السلام يدعو الله فيقول: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40]، وها هو زكريا عليه السلام يقول:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).
الصفحة 1 / 441