×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في فضل الإيمان بالغيب وبيان معناه

الحمد لله رب العالمين، مدح أهل الإيمان، ووعدهم الخلود في الجنان، ومنحهم منه المحبة والرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين بهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الإيمان هو الصفة المميزة لأهل الربح من أهل الخسران من بني الإنسان؛ قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 1- 3]، أربع صفات هي المنجية من خسار محققة: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والصبر عليه ومن أجله. والإيمان -يا عباد الله- لا يحصل بالتمني أو مجرد الدعوى والانتساب، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، إنه اعتقاد في القلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ومن أعظم خصال الإيمان: الإيمان بالغيب، قال الله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ِ الآيات [البقرة: 2، 3]. والغيب في كلام العرب هو ما غاب عنك، فتصدق به اعتمادا على الخبر الصادق من الله ورسوله، فتؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، وتؤمن بما أخبر الله ورسوله عنه من الحوداث الماضية


الشرح