في فضل دين الإسلام، والنهي
عن التشبه بالكفار
الحمد لله على نعمه
الظاهرة والباطنة التي أجلها نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له في ربوبيته، وإلاهيته، وأسمائه وصفاته العظام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
بعثه بدين الإسلام إلى جميع الأنام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه البررة
الكرام، صلاةً وتسليمًا كثيرًا مستمرين على الدوام.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واشكروا نعمته عليكم، حيث يقول لكم ﴿ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاًۚ﴾ [المائدة: 3]. هذا الإسلام الذي تضمن سعادة الدنيا والآخرة لمن
تمسك به، ولا يعرف قدر هذا الإسلام إلا من عرف دين الجاهلية قديمًا وحديثًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اعلم أن الله سبحانه وتعالى أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق، وقد مقت أهل الأرض عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، ماتوا أو أكثرهم قبل مبعثه، والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب وإما مبدلٍ، وإما منسوخٍ، أو بدينٍ دارسٍ، بعضه مجهول، وبعضه متروك. وإما أمّي من عربي وعجمي مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه؛ من نجمٍ، أو وثنٍ، أو قبرٍ، أو تمثالٍ، أو غير ذلك. والناس في جاهلية جهلاء، من مقالاتٍ يظنونها علمًا وهي جهل، وأعمالٍ يحسبونها صلاحًا وهي فساد. وغاية البارع منهم علمًا وعملاً أن يحصل قليلاً من العلم
الصفحة 1 / 441