×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في التذكير بنعمة الأمن

الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإيمان، والأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل يومٍ هو في شأن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلم تسليمًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واشكروه على ما منّ به عليكم من الأمن في أوطانكم والسعة في أرزاقكم، بينما يُتخَطف الناس من حولكم وتهددهم المجاعات، واعلموا أنكم إذا لم تشكروا هذه النعمة وتقيدوها بالطاعة، فإنها تُسلَب سريعًا، وتحل محلها النقمة، فيحل الخوف محل الأمن، ويحل الجوع محل الرزق؛ قال الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [النحل: 112].

وقد قصّ الله عليكم في كتابه الكريم ما عاقب به الأمم السابقة لما كفرت بنعمه؛ فقال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ١ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١ [الفجر: 6- 14]، وقال تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإٖ فِي مَسۡكَنِهِمۡ ءَايَةٞۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٖ وَشِمَالٖۖ كُلُواْ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥۚ بَلۡدَةٞ طَيِّبَةٞ وَرَبٌّ غَفُورٞ ١ فَأَعۡرَضُواْ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ


الشرح