في التعاون على البر والتقوى
الحمد لله رب
العالمين، أمر بالتعاون على البر والتقوى؛ لما في ذلك من الخير العاجل والآجل،
ونهى عن التعاون على الإثم والعدوان؛ لما فيه من الشر العاجل والآجل، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه الذين هم أشداء على الكفار رحماء بينهم، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
يقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى
ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]. في هذه الآية
الكريمة يأمرنا الله تعالى: أن نتعاون فيما بيننا على البر وهو فعل الخيرات، وأن
نتعاون على التقوى وهي ترك المنكرات، وينهانا عن التعاون على الإثم وهو المعاصي،
والعدوان وهو الاعتداء على الناس.
والتعاون على البر والتقوى يشمل فعل الخيرات كلها، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من التعاون على البر والتقوى؛ لما في ذلك من إصلاح المجتمع، وإبعاده عن أسباب الدمار والفساد، وإيصاله إلى الخير العاجل والآجل. وتعليم العلم النافع هو من التعاون على البر والتقوى؛ لما فيه من إزالة الجهل، والدعوة إلى الخير، والتحذير من الشر، ومعرفة الحق والعمل به، وأداء حقوق الله وحقوق المخلوقين.
الصفحة 1 / 441