×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 خطبة واعظة

الحمد لله رب العالمين، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا إلى يوم البعث والنشور.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله، وتفكروا في دنياكم وآخرتكم، واعلموا أنكم لم تخلقوا عبثًا، ولن تتركوا سدى، وأن لكم دارين: دارًا تمرون بها للتزود ثم تنتقلون منها، وهي الدنيا، ودارًا تستقرون فيها للجزاء وهي الآخرة، فتزودوا من دنياكم لآخرتكم، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل، وسيندم عبد واجه الحساب لا عملٍ صالحٍ ﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ ٢ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢ [الفجر: 23، 24]. وسيطلب الرجوع إلى الدنيا ليستدرك ما فاته فلا يمكن ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠ [المؤمنون: 99، 100]؛ أي: أنه قائل: ﴿رَبِّ ٱرۡجِعُونِ لا محالة، وليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب إلى الرجوع إلى الدنيا. فتصوروا -يا عباد الله- هذا الموقف الحرج، واستعدوا له قبل أن تواجهوه، واستغلوا حياتكم الدنيا فيما خُلقتم له، ولا تضيعوها بالغفلات، والتفريط بالطاعات، واتباع الشهوات، فإن الممات قريب،


الشرح