بمناسبة نهاية موسم الحج المبارك
الحمد لله رب
العالمين على فضله وإحسانه، شرع لعباده من الأعمال ما يكفر به سيئاتهم، ويرفع به
درجاتهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه ليس له
شريك في ملكه، وأشهد أن محمدًا عبد ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق
أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واعلموا أنكم ملاقوه، وبشر المؤمنين.
عباد الله، قد مرّ بنا قريبًا
موسم من مواسم الآخرة، هو عشر ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الحج الأكبر، وأيام
التشريق. وقد شرع الله في تلك الأيام أنواعًا من العبادات يشترك فيها الحاج وغيره:
من صيام، وتكبير، وتلبيةٍ، ومناسك حج وعمرةٍ، وذبح قرابين. فلننظر ماذا قدمنا
لأنفسنا من الأعمال الصالحة في تلك الأيام المباركة، ولنتابع فعل الخيرات في بقية
الأيام، فإن حياة المسلم كلها مجال للعمل الصالح، وإنما خصصت بعض الأيام بمزيد
فضيلةٍ؛ لتتاح الفرصة للمسلم كي يحصل على مزيدٍ من الأعمال الصالحة؛ نظرًا لقصر
عمره، وشدة حاجته للحسنات وتكفير السيئات.
عباد الله: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية البخاري ومسلم وغيرهما أنه قال: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَأَنَّمَا وَلَدَتْهُ
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد