×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 الخوف والرجاء

الحمد لله ذي الفضل والإنعام، توعد من عصاه بأليم الانتقام، ووعد من أطاعه بجزيل الثواب والإكرام، أحمده على إحسانه العام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 78]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على فعل الطاعات، وحذر من المعاصي والآثام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا، مستمرًا على الدوام.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتدبروا كتاب الله، فقد حثكم على فعل الطاعات، وبين لكم ثوابها وثمراتها لتكثروا منها، ونهاكم عن المعاصي وبين لكم عقابها وآثارها الضارة؛ لتحذروا منها وتجتنبوها، كما أنه وصف لكم الجنة وما فيها من النعيم والفوز المقيم؛ لتعملوا لها، ووصف لكم النار وما فيها من العذاب الأليم والهوان المقيم؛ لتتركوا الأعمال الموصلة إليها. وهكذا كثيرًا ما نجد آيات الوعد إلى جانب آيات الوعيد، وذكر الجنة إلى جانب ذكر النار، ليكون العبد دائمًا بين الخوف والرجاء، لا يأمن من عذاب الله، ولا ييأس من رحمة الله، كما قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ٢ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمۡ غَيۡرُ مَأۡمُونٖ ٢ [المعارج: 27، 28]، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الرعد: 6]. وقد وصف الله أنبياءه وخواص أوليائه: أنهم يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ورغبًا ورهبًا، ويرجون رحمته، ويخافون عذابه، وقد أمر الله العباد أن يخافوه، ويرهبوه، ويخشوه، في آيات


الشرح