من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب
العالمين، أرسل إلينا أفضل الرسل، وأنزل علينا أفضل الكتب، وجعلنا خير أمةٍ أخرجت
للناس، وأمرنا بالاجتماع على الحق والهدى، ونهانا عن الافتراق وإتباع الهوى، أحمده
وأشكره على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله، ترك أمته على المحجة البيضاء، لا خير إلا دلها عليه، ولا
شر إلا حذّرها منه، صلى الله عليه وعلى أصحابه الذين آمنوا به، وعزروه ونصروه
واتبعوا النور الذي أُنزل معه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم، وبمقتضى هذه الأخوة تتحابون، وبمقتضاها
تتناصرون على الحق، وبمقتضاها تتراحمون، وبمقتضاها تتناصحون، وتتآمرون بالمعروف،
وتتناهون عن المنكر؛ فإن الإخوة في الدين أعظم وأقوى من الأخوة في النسب.
روى الإمام أحمد، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاَثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» ([1]). فالله تعالى غني عن خلقه لا تنفعه طاعتهم، ولا تضره معصيتهم، وإنما نفع ذلك أو ضرره عائد إليهم، فهو يرضى
([1]) أخرجه: أحمد رقم (8799)، والبيهقي في « الشعب » رقم (7399).
الصفحة 1 / 441