×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في الأمر بالتقوى، وبيان ثمراتها

الحمد لله رب العالمين، أمر بتقواه، ووعد المتقين خيرًا كثيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان أتقى الخلق لله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى كما أمركم الله بتقواه في آيات كثيرة، وكما وصاكم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فالتقوى وصية الله ووصية رسوله، ومعناها أن تجعلوا بينكم وبين ما يضركم وقاية تحول بينكم وبينه، وتقوى الله تعالى هي أن تفعلوا ما أمركم به، وتجتنبوا ما نهاكم عنه، وقد أمر الله بتقواه في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وعلق على التقوى خيرات كثيرة، عاجلة وآجلة، فعلق عليها حصول العلم النافع، كما قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ [البقرة: 282] أي اتقوا الله في فعل ما أمركم به، وترك ما نهاكم عنه،﴿وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ  ما تحتاجون إليه من العلم. كما علق على التقوى حياة القلوب، وتمييزها بين الحق والباطل، وتكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ [الأنفال: 29]. كما وعد المتقي بأن يجعل له مخرجًا من الشدائد والمحن، وحصول الرزق من وجه لا يخطر بباله، قال تعالى: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ


الشرح