×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في شرح حديث أبي ذر، وهو الحديث القدسي

الحمد لله رب العالمين، خلق الجن والإنس ليعبدوه، وبين لهم طريق الخير ليسلكوه، وطريق الشر ليجتنبوه، وجعل لهم مدارك وحواس يعرفون بها الضار والنافع والخير والشر ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ٢ إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا ٣ [الإنسان: 2، 3].

أحمده على نعمه التي لا تحصى، وأجلها نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أزكى من صلى وصام، وسعى بين الصفا والمروة ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الظلام، وسلم تسليمًا كثيرًا على الدوام.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتأملوا ما في كلام الله وكلام رسوله من الحكم والأحكام فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأنا أسمعكم حديثًا من كلام ربكم عز وجل، رواه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، يخاطبكم فيه ربكم ويأمركم وينهاكم، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ


الشرح