×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 صفات أهل الإيمان

الحمد لله ذي الفضل والإحسان، يمن على من يشاء بهدايته للإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن أعظم نعمة ينالها العبد هدايته للإيمان، فاسألوا الله أن يُحبب إليكم الإيمان ويزينه في قلوبكم، ويُكرِّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان.

إن الإيمان ليس بالتحلي والتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، إن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعملٌ بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، لأنه أركانه ستة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. وللإيمان علامات، وهو بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

والله تعالى يُنادِي أهل الإيمان في كثير من آيات القرآن فيأمرهم وينهاهم، لأن إيمانهم يدعوهم إلى فعل الأوامر واجتناب المناهي، فالذي يقول بلسانه: إنه مؤمن، لكنه لا يفعل ما أمره الله به، ولا يجتنب ما نهاه الله عنه، هو كاذبٌ في دعواه الإيمان؛ قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨  يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا


الشرح