×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في التذكير بيوم القيامة والحساب والرد على من أنكره

الحمد لله رب العالمين، خلق الجن والإنس لعبادته، وأمرهم بتوحيده وطاعته، وأخبرهم أن لهم موعدًا يجتمعون فيه عنده لمجازاتهم على أعمالهم، وأمرهم بالاستعداد لذلك اليوم، أحمده على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [البقرة: 281].

عباد الله: إن الإيمان بالبعث والنشور، وقيام الناس من القبور، هو أحد أركان الإيمان الستة، وقد تكرر ذكر ذلك اليوم في القرآن الكريم، وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم تحذيرًا لنا وإنذارًا، ولنستعد لذلك اليوم بالأعمال الصالحة؛ لأنه لا نجاة من أخطار ذلك اليوم إلا بالأعمال الصالحة:﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩  [الشعراء: 88، 89]. لقد توعد الله المكذبين بهذا اليوم العظيم فقال تعالى: ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ١٠ ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ١١ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ [المطففين: 10- 13]، وقال تعالى:﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِۖ  [الأنعام:31] أخبر أنهم سيدركون


الشرح