×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 تحريم التشاؤم بشهر صفر وغيره

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وعلقوا آمالكم به، وتوكلوا عليه، وارجوا ثوابه، وخافوا من عقابه: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [العنكبوت: 17].

من الناس من يتشاءم بالأشخاص والأزمان، ويظن أنه يصيبه منها شرٌّ لذاتها لا بقضاء الله وقدره. وهذا هو الطيرة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنها شرك، لأن المتطير والمتشائم يعتقد أن ما يصيبه من المكاره إنما هو من شؤم المخلوق، من زمان، أو مكان، أو شخص، فيكره ذلك الشخص أو الزمان أو المكان، وينفر منه ظنًا منه أنه يجلب له الشر، وينسى أو يتجاهل أن ما أصابه إنما هو بقضاء الله وقدره، وبسبب ذنبه، كما ذكر الله عن الأمم الكافرة أنهم تطيروا بمن هو مصدر الخير من الأنبياء والمؤمنين، قال الله تعالى عن قوم فرعون: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ [الأعراف: 131]، وكذلك ثمود تطيروا بنبيهم صالح عليه السلام: ﴿قَالُواْ ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ [النمل: 47]، وكذلك مشركوا العرب تطيروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال الله عنهم: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ [النساء: 78].


الشرح