في التداوي
الحمد لله رب
العالمين على فضله وإحسانه، أمر بالتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب النافعة، ونهى عن
الاعتماد على غيره، وعن تعطيل الأسباب، وأشهد أن لا إله إلا الله، لا يأتي
بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا به، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله القائل: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ
الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عز وجل » ([1])، اللهم صلِّ على
عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى
في السراء والضراء، وتعرفوا إليه في الرخاء يعرفكم في الشدة، واعلموا أنكم فقراء
إليه دائمًا وأبدًا، لا تستغنون عنه طرفة عينٍ، فالقوي منكم لا يغتر بقوته،
والضعيف منكم لا ييأس من رحمته، كما قال الخليل عليه السلام: ﴿وَإِذَا
مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ﴾ [الشعراء: 80]، وكما قال أيوب
عليه السلام: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ [الأنبياء: 83]. فعلقوا آمالكم به، وتوكلوا عليه، فهو نعم الوكيل.
عباد الله: إنكم تبتلون
بالأمراض البدنية، والمشروع لكم عند ذلك شيئًان:
الشيء الأول: الرضا بقضاء الله وقدره، وعدم التسخط والجزع،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2204).
الصفحة 1 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد