مع محاسبة أنفسكم؛ فإنه لا يصيبكم شيءٌ إلا بما
كسبت أيديكم من المعاصي.
الشيء الثاني: تعاطي العلاج
النافع المباح، وتجنب العلاج المحرم؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ
دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عز وجل » ([1]). وفي الصحيحين عن
عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا
أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» ([2])، وفي مسند الإمام
أحمد عن أسامة بن شريكٍ قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب
فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، عِبَادَ اللهِ،
تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يَضَعْ فِي الأَْرْضِ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ
لَهُ شِفَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ» قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الْهَرَمُ»
([3])، وفي لفظ: «إِنَّ
اللهَ عز وجل لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ
عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([4]).
والعلاج لا ينافي
قدر الله سبحانه؛ لأنه من قدر الله؛ فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ، وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا،
وَأَشْيَاءَ نَفْعَلُهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ؟ قَالَ: «هِيَ مِنْ
قَدَرِ اللهِ» ([5]).
قال الإمام ابن القيم: فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات، وإبطال قول من أنكرها... وفي هذه الأحاديث الصحيحة