في بيان التجارة الرابحة
الحمد لله رب العالمين،
يدعو عباده ليغفر لهم من ذنوبهم، ويضاعف لهم حسناتهم،﴿يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ
ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221]، ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ
إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [يونس: 25]، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، أرسله مبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢ وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٣﴾ [الصف: 10- 13]. في هذه الآيات الكريمة يوجه الله النداء لعموم المؤمنين في كل زمان ومكان، ويعلن لهم عن تجارة رابحة ويدعوهم للمساهمة فيها، ويبين لهم من الذي يتولى هذه التجارة، وشروط المساهمة فيها، ورأس مالها ومرابحها، ليقدم الإنسان عليها وهو واثق بنتائجها، مطمئن القلب على نصيبه فيها، فالذي فتح المساهمة في هذه التجارة هو الله الذي يعلم كل شيء؛ ولا يضيع عمل عاملٍ، بل يضاعفه أضعافًا كثيرة، الحسنة
الصفحة 1 / 441