×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف﴿وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261]، فلا تخف من ضياع حقك لديه، بل ثق أنه سيوفيك إياه مضاعفًا.

وأما شروط المساهمة في هذه التجارة المعلن عنها، فهو أن يكون المساهم من أهل الإيمان، كما جاء في الإعلان ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ، وأما أهل الكفر والنفاق فلا يصح دخولهم في هذه المساهمة؛ لأن أعمالهم فاسدة ورأس مالهم مزيف.

وأما رأس مال هذه المساهمة فيتكون من شيئين: ﴿تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ.

فأولهما: الإيمان بالله ورسوله، وهو التصديق الجازم بالقلب، والنطق بذلك باللسان، والعمل بالجوارح بأنواع الطاعات الواجبة والمستحبة، وترك المعاصي والمحرمات.

وثانيهما: جهاد أعداء الله ورسوله باليد واللسان، وبذل الأموال والأنفس في ذلك، حتى يظهر دين الله وتعلو كلمته، ويندحر الكفر، وينقمع الكفار، هذا رأس مال المساهمة.

وأما أرباحها فقد بينها الله بقوله: ﴿تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ [الصف: 10] أي تخلصكم هذه التجارة وتنقذكم من عذاب شديد مؤلم لا ينجو منه إلا من تنبه له واتخذ أسباب النجاة. ومن مرابح هذه التجارة حصول المغفرة للذنوب، وتكفير السيئات، ودخول الجنات ذات المسرات، والأنهار الجارية، والنزول في المساكن الطيبة في جنات عدن لا تخرجون منها ولا تتحولون عنها أبدًا؛ ﴿يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [الصف: 12].


الشرح