في المحافظة على الفرائض وتجنب المحرمات
الحمد لله رب
العالمين، شرع لنا دينًا قويمًا، وهدانا صراطًا مستقيمًا، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وكفى بالله عليمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نبي شرح
الله له صدره، ورفع له ذكره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، وكان فضل الله
عليه وعلى أمته عظيمًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وكل من اتبعه، وسلم
تسليمًا.
·
أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله تعالى، فإن بين أيديكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، بين أيديكم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وبين أيديكم سنه نبيه صلى الله عليه وسلم التي هي تفسير للقرآن وتوضيح له، وهي وحي من عند الله، أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4]. وسأسمعكم حديثًا من أحاديثه الكريمة، يرسم لكم فيه المنهج السليم، ويرشدكم إلى الصراط المستقيم، فقد روى الدارقطني وغيره، عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رُخْصَةً لَكُمْ، لَيْسَ بِنِسْيَانٍ، فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا» ([1]).
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (4396)، والطبراني في « الكبير » رقم (589).
الصفحة 1 / 441