في الحث على الإصلاح
الحمد لله رب
العالمين، يؤتي المصلحين أجرًا عظيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم
بإحسان.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
وكونوا دعاة خير وإصلاح، ولا تعثوا في الأرض مفسدين، فمن الناس من يكون مفتاحًا
للخير مغلاقًا للشر، ومنهم من يكون مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا
تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ ١١ أَلَآ
إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ ١﴾ [البقرة: 11، 12]. وشتان بين
الفريقين ﴿وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ﴾ [البقرة: 220] وسيجازي كلا بعمله، ويوفيه
حسابه.
عباد الله: إن سبل الإصلاح كثيرة، وكل مسلم يُطلب منه أن يساهم بما يستطيعه منها: فالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع: من أعظم سبل الإصلاح، ووجود من يقوم بذلك في الأمة أمان لها من العذاب؛ قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ ١١٦ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ ١١٧﴾ [هود: 116، 117]. يقول تعالى: هلا وجد في القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض ﴿إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ﴾ أي: قد وُجد من هذا الصنف الخير قليل،
الصفحة 1 / 441