×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 مزايا دين الإسلام وموقف أعدائه منه

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وإقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا مزيدًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ [إبراهيم: 34]، فأجلُّ نعمة أنعم الله بها على أهل الأرض عامةً، وعلى المؤمنين خاصة: نعمة الإسلام، وبعثة نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام، لقد كان أهل الأرض قبل مجيء الإسلام في ظلام دامس، وضلالِ طامس؛ فالمجوسية القذرة تسيطر على أهل المشرق، والنصرانية الضالة تسيطر على أهل المغرب، ومعظم بلاد العرب، واليهودية البغيضة الحاقدة تنتشر في شرق البلاد وغربها، تنشر الفساد، وتخرب البلاد، والوثنية تخيم على جزيرة العرب، وتعمم عبادة الأصنام في الحاضرة والبادية، قد غيرت دين إبراهيم الخليل عليه السلام، وملأت المسجد الحرام والبيت العتيق بالأصنام.

وهكذا انطمست أنوار الرسالات السماوية، وتلاعب الشيطان ببني آدم، فاشتدت حاجة أهل الأرض إلى بعثة نبي من عند الله يخرجهم من هذه الظلمات إلى النور، فأدركتهم رحمة أرحم الراحمين، وكانت بعثة محمد خاتم النبيين، فأشرقت به الأرض بعد ظلماتها، واجتمعت عليه الأمة بعد شتاتها، وجاء هذا الإسلام العظيم يحمل للبشرية كل خير،


الشرح