×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في التحذير من استقدام الأجانب

الحمد لله رب العالمين، حذرنا من الثقة بالكفار، وقال: ﴿وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ ُ [هود: 113]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو الله الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، المهاجرين منهم والأنصار، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واحذروا من الفتن المضلة، وتجنبوا أسباب الشر، فإن الفتن تكثر في آخر الزمان، ويجب على المسلم أن يعرفها ليتجنبها. قال حذيفة بن اليمان رضي الله عه: كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة وقوع الفتن في آخر الزمان، وحذر أمته منها. فيجب على المسلم أن يهتم بهذا الأمر غاية الاهتمام، ويخاف من الوقوع في الفتن غاية الخوف، ويسأل الله السلامة منها.

والفتنة قد تكون في الخير، وقد تكون في الشر؛ قال تعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ [الأنبياء: 35]. أي نختبركم بالشدة والرخاء لننظر كيف شكركم وصبركم. ومن الخير الذي ابتلي به المسلمون في هذه البلاد كثرة الأموال مما حمل الكثير منهم على الأشر والبطر والإسراف والتبذير، فعرضوا أنفسهم وعرضوا بلادهم لأسوأ العقوبات، فمما سببه الغنى تساهل المسلمين بشأن الكفار، وتناسى خطرهم وعداوتهم، فصار الكثير من الأغنياء والمترفين يسافر إلى بلاد


الشرح