×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

الكفر بعوائلهم، لا لشيء إلا للنزهة وقضاء الوقت، وقد يكون الأسوأ من ذلك، وهو فساد الأخلاق ومشاركة الكفار في لهوهم ومجونهم، والابتعاد عن بلاد المسلمين وأخلاق المسلمين؛ لأنهم لا يحصلون فيها على ما تشتهي نفوسهم الأمارة بالسوء.

والسفر إلى بلاد الكفار، لا يجوز إلا لغرض مباح من تجارة أو علاج أو دراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين، مع تمكن المسلم من إظهار دينه، والمحافظة عل عقيدته، وابتعاده عن مواطن الشر وأهل الشر؛ حتى يعود إلى بلاده، كما ذهب منها متمسكًا بدينه وعقيدته، مبغضًا للشر وأهله، محبًا للخير وأهله.

وما سببه توفر المال بأيدي بعض الناس جلب الكفار إلى بلاد المسلمين باسم عمال أو مستخدمين أو سائقين أو مربين، مما كثر عدد الكفار في بلاد المسلمين مع اختلاطهم بهم، واطلاعهم على أسرار المسلمين؛ وسبب سريان عادات الكفار وأخلاقهم، وربما أديانهم الكفرية بين المسلمين، وتأثر الشباب والأطفال والجهال بتلك الأخلاق، وتلك العقائد الفاسدة، وبعض المسلمين يأتمن الكافر على ماله وعلى محارمه وأولاده ناسيًا أو متناسيًا قول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ [آل عمران: 118] ففي هذه الآية الكريمة ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار بطانة، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره، ويبين سبحانه ما يكنه هؤلاء الكفار ويضمرونه في أنفسهم من عداوة للمؤمنين، وأنهم يسعون للإضرار بهم بكل ممكن، وبما يستطيعون من المكر والخديعة، وأنهم يودون أن يشقوا على المسلمين


الشرح