ويضايقوهم كلما سنحت
لهم الفرصة، وقد ذكر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلام من أهل
الحيرة حافظ كاتب، وطُلب منه أن يتخذه كاتبًا، فامتنع من ذلك وقال: قد اتخذت إذن
بطانة من دون المؤمنين.
قال الحافظ ابن كثير
رحمه الله: ففي هذه الآية مع هذا الأثر دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم
في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين وإطلاع على دواخل أمورهم التي يُخشى أن
يفشوها إلى الأعداء.
وهذا جانب من جوانب ضررهم على المسلمين. وهناك جوانب كثيرة من أهمها تأثيرهم على المسلمين بجلب المذاهب الكفرية، والأفكار الإلحادية، وتلقينها لأولاد المسلمين خصوصًا إذا تولوا تربيتهم. ومنها جلبهم لوسائل الإفساد الخلقي من الخمور والمخدرات والمسكرات عن طريق الخفية، وإيصالها إلى أيدي شباب المسلمين وسفهائهم، ومنها إفسادهم للنساء والعوائل والبيوت إذا استخدموا سائقين أو خدمًا أو طباخين، ومنها أنهم يسحبون ثروة المسلمين، ويتقوون بها على الكفر، وعلى محاربة المسلمين، فلا يجوز للمسلم أن يجلب كافرًا إلى بلاد المسلمين، لما في ذلك من الأضرار البالغة على المستقدم، وعلى المجتمع الإسلامي، لكن إذا اضطر صاحب العمل إلى جلب عمال أجانب فعليه أن يختار عمالاً مسلمين، وهم والحمد لله كثير، ومن صلحت نيته وبذل الأسباب النافعة يسر الله له، وكان قدوة في الخير، هذا مع أن البعض أو الكثير من الذين يستقدمون الأجانب يستقدمونهم من غير حاجة، وإنما يستقدمونهم من باب المباهاة والمفاخرة ومجاراة الآخرين، ليظهر أمام الناس أن لديه سائقًا