ثمرات الإيمان، والفرق بين مواقف
المؤمنين ومواقف المنافقين، كما جاء في القرآن
الكريم
الحمد لله يمنُّ على
من يشاء بهدايته للإيمان، ويخذل أهل الكفر والطغيان، وأشهد أن لا إله إلا الله ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29]. وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله المؤيد بالنصر والبرهان، صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله، واسألوه الثبات على الإيمان، لا شك أن الإيمان نور يقذفه الله في قلب العبد ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [الزمر: 22]، ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأنعام: 125]. والإيمان منَّةٌ من الله على العبد ﴿بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحجرات: 17]، والإيمان اعتقاد وعمل؛ كما قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: «ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال». ولهذا عرفه أهل السنة والجماعة وبأنه: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو بهذا الاعتبار ضمانة الثبات في مواقف الامتحان، ومركب النجاة في طوفان الفتن وأمواج المحن.
الصفحة 1 / 441