×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 في ذم الحسد وبيان أضراره

الحمد لله رب العالمين، يفضل بعض عباده على بعض ﴿وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ [البقرة: 105]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل الخلق وأعظمهم شكرًا لله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمه، فقد فضلكم على كثير ممن خلق تفضيلاً.

عباد الله: خصلة ذميمة حذركم الله منها، فطهروا أنفسكم من الاتصاف بها، ألا وهي خصلة الحسد التي هي من أعظم خصال الشر، وقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لاَ تَحَاسَدُوا» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُْمَمِ قَبْلَكُمُ؛ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ» ([2]). وروى أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، أَوْ قَالَ: الْعُشْبَ» ([3]). والحسد صفة شرار الخلق؛ قد اتصف به إبليس، فحسد آدم عليه السلام لمَّا رآه فاق الملائكة، حيث خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه في جنته، فما زال يسعى في إخراجه من الجنة حتى خرج منها.


الشرح

([1])  أخرجه مسلم رقم (2559)ـ

([2])أخرجه: أحمد رقم (1412)، والطيالسي رقم (190).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4903)، وعبد بن حميد رقم (1430).